برنامج العرض التلفزيوني الشهير ” 60 دقيقة ” صدم متابعيه بعد عرضه لمجموعة من القراصنة الألمان الذين تمكّنوا من التجسس على جهاز أيفون خاص بأحد الشخصيّات من مجلس الشيوخ الأمريكي وقاموا بتسجيل مكالماته وتتبّع حركاته ضمن ولاية مدينة لوس أنجلوس.

استخدم القراصنة ثغرة أمنيّة في بروتوكول SS7 الخاص بأنظمة الاتصال العالمية التي مكنتهم بالإضافة إلى الاستماع للمكالمات وتسجيل الحركة إلى التحكّم بالرسائل النصيّة أيضا عبر الهاتف.

يعاني بروتوكول SS7 وهو أحد أشهر بروتوكولات الاتصال العالمية من عدّة ثغرات أمنيّة والتي تمكّن القراصة من التجسس على الأشخاص وسماع محادثاتهم واستقبال رسائلهم على الرغم من تقنيات التشفير المتقدمة التي تستخدمها شبكات الهاتف المحمول.

كل ما تحتاجه للتجسس هو رقم هاتف الشخص المطلوب وستتمكّن من متابعته أينما ذهب على سطح الكرة الأرضيّة وذلك يعود للثغرات الموجود في بروتوكولSS7 والذي يعدّ مستخدما من قبل أكثر من 800 مزوّد للاتصالات حول العالم والذين يتشاركون في المعلومات مع بعضهم البعض من أجل تفعيل عمليّات التنقل والكثير من المزايا.

كيف تمكّن القراصنة من التجسّس على هاتف أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيّ؟

بعد أخذ الإذن من تيد ليو عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بعرض هذا الحدث من البرنامج التلفزيوني “60 دقيقة” والذي تمت الإشارة فيه إلى كارستن نول أحد أعضاء مختبر البحث الألماني الذي تمكّن من التنصّت على الآيفون الخاص بتيد وتسجيل مكالمة قام فيها بالتحدث مع أحد الصحفيين وتتبّع مكانه بدقة شديدة.

وقد أعرب تيد عن هذه الحادثة بقوله ” بداية هذا الأمر مخيف جدّاً وثانيا لعد جعلني غاضباً “

وتابع قوله “في السنة الماضية قام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بالاتصال بي وناقشنا بعض القضايا، فلو كان القراصنة يستمعون إلينا فتلك حقّاً ستكون مشكلةً كبيرة“

الأشد فظاعة في تصميم نظام SS7 هو وجود الثغرات منذ عام 2014 عندما قام نفس الفريق الألماني الباحث بتنبيه العالم لهذه المشكلة وتم ترقيع بعض من الثغرات ولكن البعض منها لم يتم تلافيها وكما يعتقد مراقبون فإن هذه الثغرات تم الحفاظ عليها كي تستطيع بعض الحكومات التحرّي عن أهدافها.

المشكلة الكبيرة في نظام SS7 هي أنه لو تم اختراق أي من مزوّدي خدمة الاتصالات فسيتم الحصول على معلومات واسعة تشمل المكالمات الصوتية، الرسائل النصيّة، معلومات المشتركين والكثير غيرها، وهذا الضعف في النظام يؤثر على جميع الهواتف على اختلاف أنظمتها سواء كانت تعمل بنظام أندرويد أو iOSوإذا لم يتم سد الثغرة من قبل مزوّدي الخدمة فإن الهواتف المحمولة لا يمكنها تقديم سوى جزء بسيط من الحماية.

كيف يمكنك تجنّب التعرّض للاختراق؟

الوسيلة الأفضل التي يمكنك الاعتماد عليها هي استعمال تطبيقات التواصل التي تقدّم تشفير من نوع “end-to-end” لتشفير وحماية جميع بياناتك الصادرة من هاتفك، وليو يطالب باستخدام تشفير قوي ولكن مكتب التحقيقات الفدرالي “FBI” يدّعي أن ذلك سيجعل من حل الجرائم أمرا بالغ الصعوبة، وتابع ليو انتقاده لوكالات الأمن الأمريكية التي من الممكن أنها تجاهلت هذه الثغرات وتركت الملايين من المستخدمين عرضةًّ للخطر بقوله :

“الأشخاص الذين علموا عن هذه الثغرات يجب أن يتم طردهم من العمل، لايمكن ترك 300 مليون أمريكي والعديد من مواطني العالم في خطر اعتراض مكالماتهم الهاتفية من خلال ثغرات معروفة، وبكل بساطة هذا بسبب ذكاء بعض وكالات الأمن التي فكّرت في الحصول على بعض المعلومات“.

فإن كنت ترغب بزيادة تشفير محادثاتك يمكنك استعمال بعض التطبيقات التي توفّر تشفير من نوع “end-to-end” ، Whatsapp،Signal بالإضافة لتطبيق Apple’s iMessage.